عملت الشركة القطرية لتبريد المناطق “قطر كوول” طوال السنتين الماضيتين بجد وعناية مع السلطات القطرية لغايات تحقيق التوافق مع خطة الحفظ الوطنية والانتقال إلى استخدام مياه الصرف المعالجة في تشغيل محطات التبريد بدلاً من استخدام المياه الصالحة للشرب.

وبالفعل نجحت قطر كول في الانتقال إلى مياه الصرف المعالجة كمصدر للمياه للمحطتين العاملتين في الخليج الغربي. وقد واجهت قطر كوول العديد من التحديات لتحقيق هذا الانتقال حيث أن محطات التبريد مصممة للعمل بمياه الشرب كمصدر للمياه المستخدمة في توليد التبريد. وبالفعل تم تخطي كل الصعوبات المتصلة بالمساحة وحل المشاكل المحدودة المتعلقة بالطاقة وذلك عبر استخدام مياه الصرف المعالجة مباشرة، بدلا من مياه الصرف الصالحة للشرب، والتي تحتاج إلى محطة تناضح عكسي (RO). تم تقييم تأثيرات ذلك التحول على معدات محطات التبريد عبر تنفيذ برنامج تقديمي لاستخدام مياه الصرف المعالجة عبر مراحل تدريجية تتألف من مزج مياه الصرف المعالجة مع المياه الصالحة للشرب وذلك مع زيادة نسبة المزج تدريجيا خلال مدة زمنية قدرها سنة ونصف.

وخلال فترة البرنامج التقديمي تم تطبيق برنامج صارم لمعالجة المياه مع القيام بالتحليلات اللازمة لغايات التأكد من نجاح الانتقال إلي استخدام مياه الصرف المعالجة. وكل ذلك تم تحت متابعة وثيقة لجودة مياه الصرف الصحي المعالجة للتأكد وضمان الامتثال للوائح البيئية، فضلا عن التنسيق المستمر مع السلطات المحلية، لمعالجة أي أمور قد تنشأ ذات صلة بالجودة أو الكمية.

وقد نجحت قطر كول بنسبة ١٠٠٪ في الانتقال إلى استخدام مياه الصرف المعالجة، مما قلل الحاجة إلى استخدام المياه الصالحة للشرب في عمليات التشغيل. حيث إن الانخفاض الذي تحقق في استهلاك المياه الصالحة للشرب على مدى الثمانية عشر شهراً الماضية يقدر بحوالي ١٬٧ مليون متر مكعب.

وفي تعليق للسيد/ ياسر الجيده على الوضع المائي في دولة قطر والحاجة إلى استخدام مياه الصرف المعالجة قال “أن قطر تستهلك مواردها بسرعة كبيرة، مما يجعل هناك حاجة ماسة إلى البحث عن بدائل. وتماشياً مع خطة الحفظ الوطنية فأن التحول الكامل في صناعات مثل صناعة تبريد المناطق إلى استخدام مياه الصرف المعالجة يجعل هناك حاجة ماسة إلى معالجة مياه الصرف المعالجة بإعادة استخدامها في الصناعات التي تتطلب كميات كبيرة من المياه، مثل القطاع الزراعي والصناعي. ومن مزايا مياه الصرف المعالجة ومياه الصرف الصحي عموماً قدرتها على سد النقص في المياه في تلك الصناعات التي تتطلب كميات كبيرة من المياه شريطة أن تفي جودة مياه الصرف الصحي المعالجة بالمتطلبات المتمثلة في نوعية المياه وكميتها حسب طبيعة النظام المستخدم. ويعتبر استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة أمراً ذو أثر إيجابي إلى حد كبير على الصعيد الاقتصادي حيث تستهلك طاقة أقل مقارنة بالمياه الصالحة للشرب و نرى  في قطر كوول فوائد جمة في الانتقال إلى استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة ونتوقع آثاراً إيجابية على المدى الطويل. وسنسعى دوماً لتوفير الحلول المستدامة في دولة قطر مع دعمنا الكامل لكل المساعي التي تحقق الرؤية الوطنية للدولة ومستقبلها”.

وقد أضاف السيد/ الجيده “أن الموارد المائية في الشرق الأوسط شحيحة ونادرة، ومع الظروف المناخية ونقص المياه السطحية في المنطقة، فإن الحاجة إلى حلول بديلة ومستدامة هي أهمية قصوى. ومع ازدياد عدد سكان المدن والتطوير والتنمية في دولة قطر فإن الطلب على المياه المحلاة يتزايد بشكل كبير، مما يضغط على الموارد المائية الضئيلة مما سيؤدي إلى نقص المياه. وأنه قد حان الوقت إلى أن تعمل كل الصناعات المختلفة من أجل حماية مواردنا وضمان مستقبل مستدام ومزدهر لأجيالنا المقبلة”