loader image
Search
Close this search box.

نظام تبريد المناطق، مستقبل عملي

على الرغم من الشواغل المتزايدة بالعديد من المشكلات البيئية وخاصًة مع استنفاذ المصادر الطبيعية، فإن الحلول المتوفرة لم تنفذ بعد لضمان مستقبل مستدام لأجيال قادمة.

فقد أجريت دراسات على مستوى العالم لتحديد المخاطر المناخية وندرة الموارد والدمار الذي لحق بالنظم الإيكولوجية التي تواجهها مدن الدول النامية والإجراءات التي يمكنهم اتخاذها لتأمين أنفسهم بالمستقبل.

تُركز منهجية تلك الدراسات على إدارة المخاطر على المدى الطويل مع أهداف توفير المزايا البيئية والاجتماعية والاقتصادية على المدى الطويل. ومن خلال تلك الدراسات، تم رصد العديد من الصناعات لتقييم تأثيرها على المناخ العالمي حيث تم تعريف نظام تبريد المناطق باعتباره حل مستدام لتأمين المدن بالمستقبل حيث أنه يوفر العديد من المزايا المستدامة على المدى الطويل للدولة.

ويسمح نظام تبريد المناطق لمالك المبنى الاستغناء عن عمليات التبريد والصيانة في الموقع. وفي المقابل، تتقلص تكلفة منشآتهم وتستبعد الحاجة لتشغيل المبردات والمحافظة عليها بالإضافة إلى استبدال المبردات بنهاية عمرها التشغيلي. ونظرًا للكفاءات العالية لأنظمة تبريد المناطق وقدرتها على استغلال مصادر الطاقة المُهدرة وغير الباهظة، يستطيع مالكو المباني توقع المزيد من الثبات في تكاليف الطاقة الخاصة بهم والآثار المترتبة على البصمة الكربونية في المستقبل.

فقد تم بناء أنظمة تبريد المناطق بسعة تبريد احتياطية وذلك ضمانًا لاستمرار التبريد في المحطة المركزية. وبوجه عام، فإن اعتمادية نظام تبريد المناطق أكبر بكثير مما تستطيع المباني الفردية تحقيقه.

ويُعد تطوير نظام تبريد المناطق استجابة لضرورة توفير الطاقة في المستقبل بأسلوب يتوافق مع ضرورة حماية بيئتنا.

كما يتيح إنتاج التبريد من منشأة مركزية القيام بإجراء تحسينات على وسائل ترشيد الطاقة والاستخدام الذكي لمصادر الوقود بأكثر الأساليب فاعلية من حيث التكلفة المتوفرة لدينا وذلك تقليلاً للانبعاثات الجوية والاحتباس الحراري وانبعاث الغازات المستنفذة للأوزون.

كما توفر المبادئ الأساسية المُتبناة في تقنية طاقة المناطق الفاعلية من حيث التكلفة والاعتمادية والكفاءة والخدمة الصديقة للبيئة والتي لا تفيد العميل وحسب بل يستفيد منها عامة الناس أيضا  وذلك عن طريق تقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون خلال عملية التبريد.

ويسهم نظام تبريد المناطق بشكل كبير في حل المشكلات البيئية فلو نظرنا إلى شركة قطر كوول على سبيل المثال، استطاعت الشركة على مدار الخمس سنوات الماضية من خلال محطاتها التشغيلية الثلاث (اثنتين في الخليج الغربي وواحدة في لؤلؤة قطر) توفير ٨٨٠ مليون كيلو وات في الساعة من استهلاك الطاقة وهذا معناه  أنها وفرت ٤٩٠ مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

ويعتبر توفير غاز ثاني أكسيد الكربون ما يعادل الاستغناء عن ٩٣ ألف سيارة من شوارع قطر أو زراعة ١٣ مليون شجرة.