loader image
Search
Close this search box.

تبريد المناطق

انطلاقاً من رؤيتة قطر الوطنية ٢٠٣٠ التي تهدف قطر من خلالها إلى تحقيق اقتصاد متقدم ومستدام ومتنوع، استمرت الدولة في المضي قدمًا نحو النمو السريع والتحول. ومن خلال تمتعها بأعلى ناتج محلي إجمالي على صعيد العالم واستضافة العديد من الأحداث الكبرى أهمّها بطولة كأس العالم ٢٠٢٢، تمتلك الدولة رؤية نحو نمو شعبها الذي يُقدر بحوالي ما يزيد قليلاً عن اثنين (٢) مليون نسمة بالإضافة إلى أسواقها التجارية والصناعية. وعلى الرغم من مساهمة هذا النمو في تطور الدولة، إلا أنه أدى أيضاً إلى زيادة الطلب على المياه والطاقة والتبريد.

يُمكن وصف طقس دولة قطر بأنه طقس صحراوي جاف وحار مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال أشهر الصيف، الأمر الذي بدوره يُترجم إلى ازدياد الطلب على تكييفات الهواء. وبما أن التبريد يؤدي إلى نسبة عالية من توريد الطاقة اللازمة الإجمالية، وبالنظر إلى تأثيره السلبي على البيئة، فإن الحاجة لأنظمة تبريد فعالة وصديقة للبيئة، هو أمر حيوي وهام. وبالنظر إلى استخدام الكهرباء بمعدل ٤٠٪ أقل من أنظمة التبريد التقليدية والحاجة إلى تكاليف رأسمالية أقل، فقد حظي نظام تبريد المناطق باهتمام كبير من قبل المطوّرين باعتباره المصدر الأساسي لتبريد مشاريعهم.

في الوقت الراهن، تم تنفيذ حوالي اثني عشر نظاماً لتبريد المناطق حول العاصمة الدوحة بسعة إجمالية تُقدر بما يقارب ٣٢٠٫٠٠٠ طن من التبريد. إن تطبيق النظام في مشاريع التطوير الكبرى يثبت أن نظام تبريد المناطق يلقى رواجاً في أوساط شركات التطوير.

وبمبادرة من مؤسسة قطر، سيتم تجهيز المدينة التعليمية فور الانتهاء من تنفيذها بنظام لتبريد المناطق يتم تغذيته من تسع محطات، من بينها ثلاث محطات تعمل حالياً، بحيث تكون سعتها الإجمالية ٥٠٫٠٠٠ طن تبريد. يمتد المشروع على مساحة تبلغ ١٤ كيلو متر مربع، ويغطي منشآت تعليمية من من مدارس على مختلف المستويات وصولاً إلى الحرم الجامعي الذي يضم أهم الجامعات العالمية الرائدة علاوة على مجمعات العمال السكنية المتعددة، وواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، ومركز قطر الوطني للمؤتمرات، ومركز السدرة للطب والبحوث الذي يزال حالياً قيد الإنشاء.

يخدم نظام تبريد المناطق حالياً أكثر من ٥٠ بالمائة من أبراج منطقة الخليج الغربي بالدوحة التي تتميز بالشقق السكنية الفاخرة، والمساحات المكتبية الراقية، والفنادق المرموقة، ولا تزال قطر كوول تشهد ارتفاعاً في طلب خدمة تبريد المناطق الخاصة بها. وبهدف تلبية هذا الطلب المتزايد، تعتزم قطر كوول فتح محطتها الثالثة في الخليج الغربي مما يُمكن الشركة من توفير حوالي ٤٠٫٠٠٠ طن تبريد للأبراج فور تشغيلها. كما توفر قطر كوول خدماتها لتبريد المناطق في اللؤلؤة قطر المُستمدة من محطة تبريد المناطق المتكاملة الخاصة بها بحيث تعتبر أكبر محطة لنظام تبريد المناطق بالعالم. وتقدر إجمالي السعة المشتركة للثلاث محطات الخاصة بقطر كوول قيد العمل حالياً، بما يزيد عن ٢٠٠٫٠٠٠ طن تبريد مما ساعد الشركة على كسب جائزة مؤسسة طاقة المناطق العالمية باعتبارها “أفضل نظام تبريد للمناطق في العالم لعام ٢٠١٢” علاوة على العديد من الجوائز الأخرى.

وثمة العديد من مشاريع التطوير التي تستخدم حاليًا نظام تبريد المناطق باعتباره مصدرًا أساسيًا لتكييف الهواء وتشمل مدينة بروة، ومدينة خليفة الأولمبية، ومجمع الديوان الأميري، ومسجد الدولة، وكلية نورث أتلانتك سيتي، ومنتجع القصار. ولقد أثبت تنفيذ نظام تبريد المناطق بهذه المشاريع نجاحه عند تطبيقه بالمشروعات ذات الاستخدامات المتعددة.

نتوقع استمرار ازدياد الطلب في سوق نظام تبريد المناطق بالدولة حيث يتم النظر في تطبيق النظام، وفي العديد من الحالات، تم اختياره كأسلوب لتكييف الهواء بالعديد من المشروعات الكبرى القادمة بالدولة. سيتم تجهيز مشاريع التطوير مثل مشروع مشيرب الذي يقع على مساحة ٣١ هكتار باعتباره مشروع تطوير متعدد الاستخدامات، بنظام تبريد المناطق المغذى من محطتين مركزيتين بقدرة إجمالية تُقدر بحوالي ٢٩٫٠٠٠ طن تبريد عند تنفيذه. كما تنظر مشروعات أخرى مثل لوسيل، ومطار الدوحة الدولي الجديد، والعديد من الملاعب الرياضية، في تطبيق أنظمة تبريد المناطق، أو هي في طور تطبيق هذه الأنظمة، لتخدم مشروعاتها.

وانطلاقاً من استخدام الطاقة بكفاءة، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وسهولة التشغيل والصيانة، وتقليل طلبات توزيع الكهرباء، والمزايا البيئية، وأمور أخرى كثيرة، فإن التطبيق المستمر لأنظمة تبريد المناطق سيكون له دورًا مؤثرًا في رؤية الدولة تجاه مُستقبل صديق للبيئة وذلك من خلال الطاقة الفعالة والمستدامة.