loader image
Search
Close this search box.

خطر الرطوبة على راحة وصحة سكّان المباني

السيد وائل ايوب

مدير عام – i2i

ندرك جميعاً ذلك الإحساس الذي نشعر به عندما نخرج إلى الجوّ الحارّ الحارق والرطوبة العالية خلال أشهر الصيف تاركين أماكننا المكيّفة الباردة، ولكن ما هي الرطوبة ولماذا لها تأثير على بيئتنا الداخلية؟

الرطوبة هي مصطلح واسع لها ثلاثة قياسات رئيسية: الرطوبة المطلقة، والنسبية، والمحددة. الرطوبة النسبية هي النسبة المئوية من كمية الرطوبة في الهواء مقارنة بأعلى درجة حرارة. فعندما لا يتمكّن الهواء من حمل كل هذه الكمية من الرطوبة عندها تتكثّف على شكل قطرات من الماء ’يعرف بالندى.

تؤثر الرطوبة الزائدة على جودة الهواء في الأماكن المغلقة، وخاصة في أشهر الصيف، حيث تزيد درجات الحرارة المرتفعة من كمية الرطوبة التي يمكن أن يحملها الهواء، مما يؤدي إلى بيئات داخلية دافئة للغاية وغير مريحة. ويكون لنظام تكييف الهواء الفعال تأثيراً كبيراً على البيئة الداخلية عن طريق إزالة الرطوبة من الهواء.

انطلاقاً من ذلك، كيف نسهم نحن في زيادة مستويات الرطوبة في الأماكن المغلقة؟ ثمة العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع نسبة الرطوبة النسبية، مثل الطهي، والغسيل، وحتى التنفس. فالفرد يخرج عن طريق النفس حوالي 200 ملليلتر من بخار الماء في الساعة عندما يكون مستيقظاً و 20 ملليلتر عند النوم. كما أن المباني لها دور مهم في ارتفاع مستويات الرطوبة الداخلية مثل تسرّبات الهواء غير المعالجة إلى غلاف البناء من خلال مفاصل الأرضيّة، وفتحات الأسلاك والسباكة، والألواح والثغرات المفتوحة بين الأبواب أو إطارات النوافذ التي قد تساهم في ارتفاع مستويات الرطوبة. ولكن من أهم المسهمات في ارتفاع مستويات الرطوبة هو نظام التدفئة، والتهوية، وتكييف الهواء. فنظام التدفئة، والتهوية، وتكييف الهواء غير الفعال يسحب الرطوبة الحارة من الخارج من فتحات الأبنية، والثغرات، وتسربات الهواء غير المعالجة، الأمر الذي يؤدي إلى عدم انضباط نسبة الرطوبة في الداخل.

تتضمن الآثار الصحية للرطوبة الداخلية المفرطة النمو الميكروبي، والجفاف، والتعب، وتشنجات العضلات وحتى ضربة الحرّ. لذلك توصي الجمعية الأمريكية لمهندسي التبريد والتدفئة وتكييف الهواء(ASHRAE) وفقاً للمعيار رقم 62.1 لعام 2016 بالحفاظ على رطوبة نسبية في الأماكن المأهولة بنسبة أقل من 65% وذلك بهدف الحد من احتمال التعرض لمضاعفات صحية مرتبطة بالرطوبة.

بالإضافة إلى ذلك، يجب عدم إغفال مستويات الرطوبة العالية إذ يمكن أن تؤثر على هيكل المباني الذي قد يبدأ بالتدهور من الداخل إذ أن مواد العزل والجدران قد تتعرض للتعفّن وتفقد قدرتها على مقاومة تغير درجة الحرارة، كما يمكن أن يتشكّل العفن على مواد العزل، والخشب، وجدران الجبس مما قد يدمّر قوتها، الأمر الذي قد ينتج عنه العديد من المخاطر الصحية. ناهيك عن أن مستويات الرطوبة العالية تقلّل من فعالية أنظمة تكييف الهواء بسبب الهواء الكثيف، فتضطر الأنظمة للعمل لوقت أطول وبصعوبة أكبر في محاولة لخفض الحرارة ولكن في أغلب الأحيان دون الوصول إلى النتائج المرجوة.

كيف يساعد نظام التدفئة، والتهوية، وتكييف الهواء على منع الرطوبة العالية في حين توفير درجات حرارة داخلية مريحة؟ يتكون نظام التكييف من وحدات مناولة الهواء (AHU’s) والمراوح، والغرض الرئيسي منها هو تحقيق التبريد الأمثل والتهوية في وقت واحد. وقد صمّم نظام التدفئة، والتهوية، وتكييف الهواء من قبل المهندسين لتنظيم معدل تدفّق الهواء المطلوب لسحب وطرد تدفق الهواء في كل مكان داخل المبنى من خلال الحصول على معدل تغيّر الهواء المناسب في الساعة. ويختلف معدّل تغيّر الهواء في الساعة بحسب نوع المبنى ومدى استخدام المكان، أي أن معدّل تغيّر الهواء في المطبخ يختلف من ذلك في غرفة الجلوس أو غرفة الطعام.

من الأهمية بمكان الحفاظ على هواء نقي داخل المبنى بمعدّل ما يقارب 10٪ إلى 15٪ (بحسب معدّل تغيّر الهواء) أكثر مما يتم استنفاذه من قبل نظام التهوية وتكييف الهواء لضمان الحفاظ على ضغط إيجابي بما لا يقل عن 10 باسكال (وحدة تستخدم لقياس ضغط الهواء)، مما يؤدي إلى منع تسرّب الهواء الدافئ الذي يتسبّب بمعدلات رطوبة غير مناسبة في الأماكن المغلقة كما هو مبين في الرسم البياني أدناه.

بالإضافة إلى ذلك، إذا كانت وحدات تكييف الهواء لا تaحقق متطلبات التبريد المطلوبة، فقد يؤثر ذلك على الهواء الذي يتم طرده من نظام التكييف ونشره في المكان المغلق، وهناك احتمال أن يحتوي هذا الهواء على نسبة عالية من الرطوبة النسبية نظراً لاختلاط الهواء الذي يتم إعادة طرده مع الهواء النقي.

نلاحظ عادة ارتفاع مستوى الرطوبة في المنطقة بسبب الظروف الجوية القاسية. وفي العديد من السيناريوهات، نلاحظ فشلاً في تحديد وجود الرطوبة داخل المبنى أو الأسباب التي قد تؤدي إلى ذلك في مرحلة لاحقة، وذلك بسبب ضعف موازنة أنظمة التكييف. لهذا السبب، تقوم شركة انستلايشن انتغرتي  i2i بإجراء الاختبارات والتوازن بمهنية ونزاهة عالية بالتوافق مع المعايير الدولية، ويتخذ المهندسون التابعون لها كافة التدابير اللازمة لإجراء تقييم شامل لأنظمة التكييف، على جميع المستويات، في محاولة لتحديد الأسباب التي تساهم في ظروف الرطوبة مثل تصميم وتركيب نظام التكييف. كما تبذل شركة انستلايشن انتغرتي  i2i مجهوداً إضافياً في دعم عملائها من خلال تقديم توصيات مبنيّة على الحلول تتعلق بتركيب نظام التدفئة، والتهوية، وتكييف الهواء.